المؤسسات الصحفية المستقلة لا ينقص الكثير منها التمهين وأنما ينقصها التمويل

خميس, 04/14/2022 - 12:26

الحكومات الموريتانية الفاسدة والفاشلة تلقي بلائمة النواقص المهنية على كاهل الإعلام المستقل وتتهمه بشتى التهم ولا شك أنه يعاني من نواقص عديدة أهمها سياسة التمييع التى يعيشها القطاع حيث لا يعرف من هو الصحفي المهني والمعايير القانونية التى وضعتها الحكومات تركز على الشكليات بدل الجواهر فعندما سنت قانون البطاقة الصحفية فى نظام ولد عبد العزيز شكلت لجنة من صحفيين غير مهنيين موالين لنظام ولد عبد العزيز من أجل تصفية الحسابات بين صحفيي النظام مع صحفيي المعارضة وكانت البطاقة بذلك الإجراء من نصيب كل من هب ودب شريطة أن لا يكون المتقدم للحصول عليها قد كتب شيئا ضد نظام ولد عبد العزيز ولذلك إمتنعنا نحن الذين نريد إصلاح الصحافة من اقتنائها فالمعايير المهنية إذا لم تكن فيمن قضى عشرات السنين يمارس المهنة ويعض عليها بالنواجذ بدون دعم ولا تمويل من أي جهة كانت وفى بلد لا يعرف كيف يتعامل مع الصحافة رجال أعماله لا ينشرون نشاطاتهم المالية خوفا من  زيادة الضرائب  وجهلا بمقتضيات نشر الإعلانات الترويجية ومواطنيه لا يقرؤون ولا يكتبون ولا توجد فى البلد بنى تحتية للصحافة لا اسواق للصحافة ولا مطابع تنعش الحقلولا شيء يساعد فى العمل الصحافي ، أعتقد أن من ثبت من الصحفيين طيلة هذه السنين وهو يكابد حقل الإعلام فى ظروف كهذه يتعبر من العباقرة الذين يستحقون جوائز نوبل للإعلام وهنا أعتب على ألفريد نوبل عالم الديناميت السويدي المؤسس لجوائز نوبل على إهماله للصحافة حيث جعلها للسياسة والأقتصاد والطب إلى غير ذلك ولم يخصص واحدة منها  للصحافة مع أنها مهنة المتاعب التى حولها الموريتانيون إلى مهنة من لا مهنة لهم إذن إصلاح الصحافة المستقلة يتعلق أولا بتكوينها وفى هذا المجال كان على الدولة عندما خصصت مجال للتكوين الإداري والقضائي والصحفي فى المدرسة الوطنية للإدارة أن تعطي الأولوية فى التكوين للصحافة الموجودة العاملة فى المجال بدل أخذها من الشارع من غير العاملين فى الحقل الإعلامي وهذا من مفاسد الأنظمة الحاكمة مع أن تكوين المدرسة الوطنية للإدارة والقضاء والصحافة افضل منه بكثير تكوين جريدة مستقلة أو طاقم موقع إليكتروني لكون ممارسة المهنة بوسائل شحيحة وبمواظبة يكون تدريب صاحبه هو الأكثر خبرة واتقن للعمل بخلاف بعض الدروس النظرية القديمة التى عفا عليها الزمن وتجاوزها التاريخ فى المدرسة الوطنية للإدارة

 ثانيا تمويلها كل العالم يقوم بتمويل صحافته معدى موريتانيا فلا تمول إلا المفسدين والمشاريع الفاشلة وحملات الأنتخاب ومهرجانات التصفيق  لأن زمرة الفشل والنهب والفساد هي المتحكمة فى مفاصل البلد كيف تعلم  بأن مؤسسة مستقلة غير صالحة وأنت لم تستثمر فيها ولم تزودها بشيء لا تكوين ولا تمويل ولا دعم لوجستي أنت مجرد تخمن والتخمين لا يغني من الحق ولا من  الجوع ولا يقدم بلد ولا ينفع   مؤسسة إذن عليك أن تمولها ثم بعد ذلك أسئلها  وحاسبها إن فساد الصحافة الرسمية صحافة الحكومة رغم أنها ممولة من خزينة الدولة ومن مال الشعب بادي للعيان والحكومة تتقاضا عن ذلك وتغض الطرف عنه أما فساد الصحافة المستقلة التى لا تزودها الحكومة بشيء عدي مبلغ زهيد سنوي فى صندوق ما يسمى بدعم الصحافة وهو لا يغطي تكلفة عامل واحد فى صحيفة ولا فى موقع لسنة واحدة انه ليس دعما وإنما هو إهانة للصحافة المستقلة .

فيديو