دور المصليحين هو تعليم الناس الأستقامة وعدم الكذب والخيانة وبهذا بعثت الرسل

اثنين, 11/22/2021 - 10:20

قال الله تعالى: إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النحل

وقال عزَّ وجلَّ: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ

أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنصَرُونَ [الحشر:

والكذب من المحرمات الشرعية فى الكتاب والسنة من ذلك ماجاء فى الأحاديث النبوية الصحيحة

إنَّ الكذب هو أن يخبر الإنسان بشيءٍ ما عكس ما كان هذا الشيء، يعتبر الكذب خصلة من الخصال الذميمة والأخلاق السيئة التي حذَّر الإسلام المسلمين من ارتكابها أو التعامل بها، وهو صفة رئيسة من صفات المنافقين، فالمنافق يكذب ويتحرَّى الكذب في كلِّ أفعاله وتصرفاته، فمن اعتاد على هذه الخصلة السيئة، أخذته إلى الفجور والعصيان ومادت به وأوصلته إلى ما أبعد من مجرد الكذب بكثير، فالمؤمن الحقُّ يضع الصدق في أعلى مبادئه ولا يتعامل إلَّا به، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على أبرز ما جاء في السنة النبوية من الأحاديث النبوية الصحيحة عن الكذب بالإضافة إلى شرح حديث نبوي عن الكذب.[١] الأحاديث النبوية الصحيحة عن الكذب بعد تعريف الكذب لا بدَّ من المرور على أبرز ما جاء من الأحاديث النبوية الصحيحة عن الكذب وهي أحاديث حذَّر فيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- من هذه الآفة السيئة ودعا المسلمين إلى اجتنابها، ومن أبرز ما جاء من الأحاديث النبوية الصحيحة عن الكذب ما يلي: [٢] عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "علَيْكُم بالصِّدْقِ، فإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وإيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الكَذِبَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذّابًا"[٣] وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله قال: "آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ"[٤] وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله قال: "مَن حَلَفَ علَى يَمِينٍ كَاذِبًا لِيَقْتَطِعَ مَالَ رَجُلٍ لَقِيَ اللَّهَ وهو عليه غَضْبَانُ"[٥] وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- إنَّ رسول الله قال: "أنا زعيمٌ ببَيْتٍ في ربَضِ الجنَّةِ لِمَن ترَك المِراءَ وإنْ كان مُحِقًّا، وببَيْتٍ في وسَطِ الجنَّةِ لِمَن ترَك الكذِبَ وإنْ كان مازحًا، وببَيْتٍ في أعلى الجنَّةِ لِمَن حَسُنَ خُلُقُه"[٦] حديث رسول الله عن الكذب بعد ما جاء من الأحاديث النبوية الصحيحة عن الكذب التي وردت في صحيح سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- سيتم المرور على شرح حديث من الأحاديث النبوية الصحيحة التي جاءت في السنة عن الكذب، وهو ما رواه المغيرة بن شعبة إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: "إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ ليسَ كَكَذِبٍ علَى أَحَدٍ، مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"[٧]، وفيما يلي ذكر مناسبة الحديث وشرح الحديث الشريف أيضًا:[٨] مناسبة حديث رسول الله عن الكذب يعتبر هذا الحديث من الأحاديث النبوية الصحيحة عن الكذب، وهو وقفة من الوقفات التربوية التي كان يقوم بها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في سبيل تعليم أصحابه كلَّ المسائل التي تتعلق بهذا الدين العظيم حتَّى يعلموها بدورهم للتابعين والأجيال اللاحقة، فمناسبة هذا الحديث الشريف تعليمية، وهي من المواقف التي كان يقوم بها رسول الله في سبيل تعليم أصحابه الخير والهداية والصلاح حتَّى يأتمروا بكلِّ ما يرضي الله وحتَّى لا يرتكبوا ما يُغضب الله تعالى جهلًا بأحكام هذا الدين.[٨] شرح حديث رسول الله عن الكذب يوضِّح رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في هذا الحديث الشريف خطورة الكذب في الإسلام بشكل عام، ويبيِّن خطورة هذه الآفة إذا كان الكذب على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- تحديدًا، فيقول -عليه الصَّلاة والسَّلام-: إنَّ من يكذب عليَّ، فكذبه أعظم وأشد خطورة من الكذب على أي إنسان غيري، فمن كذب عليه قصدًا وعمدًا وبإصرار مسبق فمصيره النار والعياذ بالله، ويقول القاضي عياض في تفسير هذا الحديث: "وإذا كان الكذبُ ممنوعًا فى الشرع جملةً فهو على النَّبيِّ -عليه السَّلام- أشدُّ، لأنَّ حقَّه أعظم، وحقُّ الشريعة آكدُ، وإباحةُ الكذب عليهِ ذريعةٌ إلى إبطال شرعِهِ، وتحريف دينِهِ"، والله تعالى أعلم.[٨]

و

 

الكذب خصلة ذميمة جارت بصاحبها عن الاستقامة، ومالت به إلى الفجُور؛ فالكذب مجمع الشَّرِّ، فما من خصلة مقيتة إلا والكذب لها خطام أو زمام، فالكذب مطيَّة يَمتَطِيها الكذاب توصله إلى النار؛ فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذبَ؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتَحرَّى الكَذِب حتى يكتب عند الله كذابًا» (رواه مسلم (2607). وإذا غلبت هذه الخصلة على صاحبها افتُضِح أمرُه، وشاع بين الناس كذِبُه، فأصبح لا يُقْبَل منه قولٌ، وأسوأ من ذلك حينما يعرف في الملأ الأعلى عند الملائكة بهذه الخصلة، فيكون عندهم فلانًا الكذَّاب. الكذب من خصال النفاق العملي، وصاحبه شبيه بالمنافقين في هذه الخصلة ومتخلِّق بأخلاقهم، فإنَّ النِّفاق أن يُظهِر أمرًا، ويُبطِن خلافَه، وهذا المعنى موجود فى الكذَّاب؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» رواه البخاري (33)، ومسلم (59). ومما ورد في جزاء الكذابين في البَرزَخ قبل القيامة: ما ورد في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه الطويلِ، وفيه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى صلاةً أقبل علينا بوجهه، فقال: «من رأى منكم الليلة رؤيا»؟ قال: فإن رأى أحدٌ قصَّها، فيقول: ما شاء الله، فسألنا يومًا، فقال: «هل رأى أحد منكم رؤيا»؟ قلنا: لا، قال: «لكني رأيت الليلة رجلين [جبريل وميكائيل في صورة رجلين]، أتَيَاني، فأخذَا بيدي فأخرجاني إلى الأرض المقدَّسة، فإذا رجلٌ جالسٌ، ورجلٌ قائمٌ بيده كَلُّوبٌ من حديد، يدخل ذلك الكَلُّوبَ في شدقه حتى يبلغ قفاه، ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك ويلتئم شدقه هذا، فيعود فيصنع مثله... [قال النبي صلى الله عليه وسلم:] قُلْتُ: طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ، فأخبراني عما رأيت، قالا: نعَم، أما الذي رأيتَه يشق شدقه فكذَّاب، يحدث بالْكَذْبَةِ فتُحْمَل عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به إلى يوم القيامة» رواه البخاري (1386). والكذب المؤكد باليمين الغموس، المؤدِّي إلى أكل أموال الناس بالباطل - من موجبات غضب الله على العبد؛ فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حلف على يمين كاذبًا؛ ليقتطع مال رجل -أو قال: أخيه- لقي الله، وهو عليه غضبان»؛ رواه البخاري (2677)، ومسلم (138). سواء اقتَطع المال لنفسه أم لغيره باليمين، فكلاهما باع آخرته بدنيا غيره؛ فالمال آيِلٌ للورثة، والتبعات على المورِّث والشاهد، اللهم ألهمنا رشدنا. و مما يحمل على الكذب: الحرص على البيع، فيكذب البائع، ويظهر المبيع بخلاف الواقع، ويؤكد ذلك بالحلف؛ لطمأنة المشتري، ولكسب ثقته، فيعامل بنقيض قصده فتشترى السلعة، لكن لا يبارك له في الثمن، فيخسر دنياه وآخرته بعرض من الدنيا؛ فعَن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سَمِعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الحلف منفقة للسلعة، ممحَقة للبركةِ» (رواه البخاري (2087) ومسلم (1606). إخوتي: البعض شغف بالتصدر للحديث في المجالس، ويحرص على أن يكون هو الممسك بزمام المجلس، فربما حمله هذا على استمالة أسماع الحاضرين وإضحاكهم، ولو باختلاق الكذب ونسج القصص؛ فعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له» (رواه الترمذي (2315) بإسناد حسن). أين هذا من التوجيه النبوي: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت». ومن قبيح الكذب: ما يحصل من المربين؛ الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات حينما يتعاملون مع من تحتهم بالكذب، أو يطلبون منهم ذلك، كقولهم: "قل: هو غير موجود أو نائم"، أو حينما يَعِدون الصغار بشيءٍ ثم لا يفون بذلك، فيجمعون بين الكذب وبين تربية الناشئة على الكذب، فمتى يستقيم الظل والعود أعوَجُ؟! ومن قبيح الكذب: ما يقع ممن بيده ولايةٌ أو عملٌ للمسلمين حينما يكذب على الناس بحجة أن في هذا مصلحةً، وأن العمل لا يمكن أن يسير إلا بهذا مع أنه يدرك في قرارة نفسه أن من يكذب عليهم يعلمون كذبه، وربما صرحوا بكذبه أو أسَّروها في أنفسهم، ولو عدل في عمله لما احتاج إلى الكذب؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخٌ زانٍ، وملك كذاب، وعائل مستكبر» (رواه مسلم (107). والمشاهَد من حال طائفة صادقة في عملها، تعدل بين الناس على قدر وسعها، ولا تحابي أحدًا على حساب غيره، يواجهون الناس بالصدق، ويكشفون لهم عملهم وما ضارَّهُم ذلك، بل هم محل إجلال وتقدير الجميع. فالكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ليس كالكذب على غيره؛ فهو مبلغ عن الله، والكذب عليه اختلاق دين لم يأذن به الله؛ فعن المغيرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن كذبًا عليَّ ليس ككذب على أحد، من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوَّأ مقعده من النار» (رواه البخاري (1291)، ومسلم (4).

ويقول الشاعر :

إذاقلت فى شيء نعم فأتمه ،، فإئن نعم دين على الحر واجب

وإلا فقل لا تسترح وترح بها لئلا يقول الناس أنك كاذب

 

على مدار الساعة

فيديو